حب الأوطان مركوز في فطرة الإنسان، ويمثل حنينًا عميقاً في النفوس، يفيض شعراً ونثراً، على السنة الشعراء والأدباء، ولا يشذ عن ذلك شعب أو أمة أو جماعة، وأصبح تمجيد الأوطان نشيداً وطنياً، عذباً ممزوجاً بأقصى درجات الاحترام والتقدير، وأعلى مراتب الولاء والانتماء.
حب الأوطان لا يكون فقط بالكلام، والخطب، ونظم الشعر ونسج المقالات، بل ينبغي أن يتم ترجمة ذلك إلى أفعال وسلوكات، ومنظومة قيم، وفلسفة حياة، ومعايير للحكم والتقويم، ورابطة عامة للتقارب بين الأفراد والجماعات.
الدين والايمان يعزز قيمة حب الوطن، ويعلي من شأنها، وجعل القتال للدفاع عن الأوطان جهاداً يعد ذروة سنام الإسلام، ومن يقتل وهو يدافع عن وطنه وأرضه مقبلاً غير مدبر، مخلصاً نيته بعيداً عن الرياء والحمية والسمعة، يمنح مرتبة الشهيد، التي تعد من أعلى المراتب وأسماها، وأنبل الأوصاف وأجملها في الدنيا والآخرة.
علمنا النبي محمد عليه الصلاة والسلام هذه القيمة عندما قال وهو يهم بالخروج من مكه مهاجراً، مطروداً من الأهل والعشيرة: « والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت» يقول ذلك تعبيراً عن حنينه العميق وحبه العظيم لوطنه وبلده، ليكون نموذجاً لكل عربي ومسلم ولكل إنسان في إنتمائه لوطنه، أينما كان وأينما وجد.
-منقول
الطالبة:ولاء عوض